حوار مع الكاتبة الكردية ميديا كدو
حاورها ألند إسماعيل ؟
ميديا كدو كاتبة كردية من نوع خاص تجتاز الكلمة بحرية و بكل شفافية وإتقان ، تطير مع سرب العمالقة وهي في مقتبل العمر ، تقتات الحياة بكل معانيها ، تخالط الفقير تتقاسم همومه والثري أجمل أوقاته و الأطفال في صياغة التفاؤل ، خيالها واسع لرسم كلماتها في أجمل لوحة زيزفونية ، تقدس ذكريات قامشلو وهي في حضن الجبال وعلى ضفاف دجلة ، كتاباتها دائما تحتضن الحقيقة والواقعية ، فهي مدركة بان الفكر لا يصل إلى قمة تطوره إلا إذا انطلق من الواقع الذي يعيشه الكاتب وإعادة تفككه وتأسيسه على أسس بناءة و ديمقراطية بعيدا عن الإرضاء و المهاترات كي تكون الأدب والثقافة في ذروة ازدهارهما لوثاقهما بعجلة التقدم للبلوغ بهما إلى الثقافات الأخرى المتحررة و الحائزة على أعلى المراتب ، لنعرف أكثر عن هذه الكاتبة الشابة فقد أجرينا هذا الحوار :
1- بادرة تعريفية من الكاتبة الكردية ميديا كدو ؟
ميديا شلال كدو من مواليد القامشلي سنة 1985، مقيمة في مدينة السليمانية_ كردستان العراق، مهندسة زراعية متخرجة سنة (2007_2008) جامعة السليمانية _ قسم علوم التربة والمياه.
2- كيف انتقلتِ من مهنة الهندسة الزراعية إلى كاتبة ؟ أليس هناك تأثير على رؤيتكِ الكتابية؟
أنا لم أنتقل، أنا كنت دوما أكتب منذ كنت طالبة مدرسية لكنني و بسبب ظروفي الدراسية لم
أستطع الأستمرار في مرحلة الجامعة و قد نشرت خواطر شعرية و قصص قصيرة في جريدة الحزب الأشتراكي الكردي في سوريا سابقا منذ حوالي عشرة أعوام و لا أزال أحتفظ بالكثير من كتاباتي و سأنشرها في وقت ما.
كلما كبرت تتسع رؤيتي للحياة لأنني أنظر إليها بنظرتي الخاصة. و بالتأكيد ميديا اليوم تختلف عن ميديا البارحة و لو بنسبة ضئيلة.
3- كيف تبلور أبداعكِ ؟ ومتى كان ذلك ؟
أنا لست مبدعة، أنا فقط اكتب ما أحسه و ما تأمرني به هواياتي الكتابية، كألهام لا أستطيع ألا أن أستجيب له. و أظن أن الطريق بيني و بين الأبداع لا يزال طويلا.
4- كثير من كتاباتكِ تكتظ على الاغتراب والقلق والاستياء من الوضع الذي يعيشه الإنسان الكردي الذي لا يملك إلا ذاته. إلا أن الرؤيا الكتابية أو الشعرية تأتي في نهايتها فاترة غير ملخصة لكل هذه المعاناة، وغير معبرة بوضوح عن هذا القلق والاغتراب. كيف تردين على هذا؟
قلت لك بأني اكتب ما أحسه ، أنا لا أقوم بدراسة شاملة للموضوع أو القضية التي أطرحها لأجد لها الحلول ، إنما ألقي الضوء على جانب من قضية صادفتني و ( تعثرت بها)، و بطريقتي الخاصة، و أترك للجمهور و للمجتمع أو لمن يقرأ مقالتي التفكير بالحل. و أظن بأن الأستياء الذي تتحدث عنه هو نابع من واقعنا و لم آت بشيء من (جيبي) كما يقولون.
5- للأهل و المحيطين بالشاعر أو الكاتب دور كبير في حياته، تُرى كيف كان دور عائلتكِ في حياتكِ الأدبية و الثقافية؟
أنا أكتب في مقالتي جزء من حياتي أو مواقف منها و في أحداها تحدثت عن محيطي العائلي الذي يعج بالأوراق و الكتب، حقيقة أني تربيت بين كتب أبي و مقالاته و له الدور الأهم في جعلي أنخرط في القراءة و أنا لا أزال صغيرة حتى صارت المطالعة أكثر ما يستهويني.
6- الشعراء الكرد الذين يكتبون باللغة العربية يستخفون بالشعراء الذين يكتبون بلغتهم الأم الكردية وخاصة رمز الشعر الكردي (جكرخوين) ....الخ . فما تعليقكِ ؟
بالتأكيد لست ممن يستخفون بأصلهم، أنا أعتز بكرديتي و بكل كردي، و خصوصا بشاعرنا الكبير (جكرخوين)، و كجزء من ذاكرتي كما هي كل المرات، كان جكرخوين حاضرا في طفولتي و صباي عندما كان يقرأ عمي المرحوم نواف كدو قصائده الغنائية في سهراتنا العائلية، فيطربنا بكلماته الكردية السلسة وأسلوبه البديع.
أنا أتمنى أن أكتب يوما بالكردية، و لي بين أماني أمنية بأن أترجم ما كتبته للكردية ( كرمانجي أو سوراني).
7- هل الجيل الجديد من الكتاب و الشعراء يكتبون من الصورة الحقيقية لداخلهم أو لإرضاء العواطف وحسب الأهواء وبروزة أسماؤهم على صفحات الانترنيت ؟
لا أستطيع أن أعطيك جواب قطعي على هذا السؤال، الكتابة مثلها مثل أي شيء فيها كل أصناف البشر الذين نراهم في حياتنا العادية و لكل واحد رسالته الخاصة لكن ما ألاحظه بأنه توجد في صفحاتنا الكثير من المقالات التي تؤدي دورا جيدا، على الأقل بالنسبة لي كشابة.
8- قامشلو وردة ربيع ودمعة آذار وحريق صيف . فماذا يعني لكِ هذا ؟
قامشلو هي مدينتي التي كبرت فيها و شاغبت في مدارسها و لعبت مع أطفالها الأشقياء بالوحل و الطين، تشبه أمي بكل شيْ، و مهما أبتعدت أو أنشغلت لي عودة إليها لأزيل عني تعب الحياة.. قامشلو بالنسبة لي أغنية كبرت عليها و مهما غنيت غيرها تبقى هي الأصل.
9- كيف تصفي صلتكِ بالقراء و المثقفين ؟
متقطعة، أنا منشغلة بالعمل طوال اليوم و الوقت المتبقي لا يكفيني لأكون على أطلاع يومي بمجريات الصحافة و أعمال المثقفين، لكني أجد دوما وقتا لأشبع نهمي الدائم للقراءة حتى و أن كنت على الطريق.
10- (يبدو إنهم، جماعة اللامبالاة ليسوا الوحيدين في إفساد نشوة صباحي المتخم بالأمل، فأنا وبينما كنت أتسكع في أروقة ذاكرتي النشطة، لأننا لا نملك سوى خيالات وذاكرات) هذا النص من مقالتكِ نصب وحب . من هم الغير مباليين الذين يفسدون نشوة صباحكِ . وضحي لنا هذا المقطع ؟
أظن أن القصد واضح سيد ألند، أقصد الشباب الفاسدين دلالا الذين كانوا يزعجونني بصوت عجلات سياراتهم، هم جماعة اللامبالاة الذين يقضون إجازاتهم في اجمل بقاع الارض....
القصد جدا صريح .. هؤلاء الممتلئين مالا و طعاما...!!!
هم جماعة اللامبالاة
11- هل على الكاتب أو الشاعر أن يختلط بالجمهور ؟
الأختلاط يعطيك مواضيع دائمية لتنبش فيها، لكن لا يوجد إجبار في الأمر، فالكتابة هي فعلة الحرية، و بدون ألتزام.
12- كيف نحكم على مقالة أو رواية أو قصيدة أنها فنية أم مجرد مباشرة، خطابية؟
بالقضية التي يتناولها الكاتب أولا و بأسلوبه الأدبي و مفرداته اللغوية و مدى تأثيره على القارىء.
13- هنالك مفاهيم يدركها البعض بكينونتها الواقعية، أما الكاتب أو الشاعر فله آراء أخرى بها، ماذا تعني لكِ تلك الكلمات: الحب، المرأة، الوطن، الشعب وخاصة الكردي؟
الحب: هو ما يعيش عليه الأنسان، و يقضي غالبيتنا حياتنا يبحث عنه و نكبر عليه و بدونه تصبح حياتنا جافة خاوية، أنه مطر الحياة الذي بدونه لا يأتي ربيع السعادة.
المرأة: نصف المجتمع و نصف الرجل، و بداية الحياة، و مصدر الحب.
الوطن: هو قامشلو، وطني الصغير، و حضن الأم الكبير الذي فيه تهدأ أرواحنا، هو تاريخي الأنساني الذي بدونه لا هوية لي.
الشعب: الناس الذين نعايشهم، و مهما فعلوا بنا تظل قلوبنا تنبض حبا لهم، لأنهم و كما قلت شعبنا الكردي الذي صارت المعاناة شمس كل صباحاته، فترانا دوما نتنفس حبه.
14- ما الفرق يا آنسة ميديا بين الكاتب السياسي الملتزم بالقضية، و الكاتب الكوني الملتزم بقضايا الإنسانية؟
أنا افضل الثاني، لأن السياسة في الأصل جاءت لتخدم الإنسانية، بعيدا عن هذه الطرق الملتوية التي تبتدعها سياسات هذه الأيام، التي صارت غالبيتها لا تخدم الإنسانية بل تخدم مجموعة
أو تكتل، فصارت السياسات و كتابها متجهين حسب المصالح السياسية، أما الكاتب الملتزم بقضايا الإنسانية له رسالته الواضحة الصريحة، التي يصعب تلويتها.
15- هل أنتي مقربة من الساحة السياسية وما رأيكِ بالأحزاب الكردية في سوريا على كثرتهم ؟
أنا أعيش في وسط عائلي حزبي و لي وجهة نظري الخاصة بالأحزاب الكوردية السورية لكني لا أنتمي إلى أي حزب، بل أكتفي بكوني كوردية دون توابع، ولا أريد أن ادلي بأي رأي عن أي حزب كيلا يعتبر الأمر شهادة ذم أو مدح، لكني أحترم الجميع و دون استثناء و لي آراء ربما لم يأت الوقت بعد للأفصاح عنها.
16- الآلام يدمر الفن. إذا انتهت أو حُلت القضية الكردية ، هل يعني هذا انتهاء أدب الوطنية؟
بالطبع لا، الأحساس الوطني كأي أحساس آخر لا ينتهي و هو غير موقوت مع الألم،
17- هل تخشي النقاد وما هو موقفك منهم ؟
بالتأكيد هناك كلام يذاع في الصحافة ويقال عنه بأنه نقد و هو في الحقيقة ليس سوى حرب يعلنها المتحدث على المنكوب الذي يقول بأنه ينقده ، أنا لا أخاف النقد الحقيقي، لكني أخاف تلك الفئة التي تتسلى بذم الآخرين وتشويه صورهم.
18-هل استطاع النقد انجاز مهمته في توطيد الارتباط بين (الكاتب أو الشاعر) والجمهور و بمن تأثرت من الأصوات الشعرية الكردية؟ والعربية؟
بالتأكيد النقد هو دفعة للأمام، إذا كان نقدا يهدف للبناء، و به تصل الكتابات إلى مستوى من مستويات الكمال.
أنا أحب الشعر لكني لا أكثر من قراءته لأني أفضل أن أعيش الواقع على الخيال، لكني أحب الشعر كثيرا و أتأثر بكل القصائد، حتى تلك التي يلقيها شاعر مبتدىء في إحدى الأمسيات الشعرية التي لا يتعدى عدد زوارها العشرات، أكون أنا من بينهم إذا سمحت لي ظروفي، و أتأثر به لحد البكاء أحيانا. لا أريد أن أذكر أسماء لأني لست مختصة في مجال الشعر.
19- ما رأيكِ في الشعر الحديث؟
أظن بأن الشعر الحديث يعطي الشاعر مجالا أكبر ليمارس فيه حريته في التعبير و الكتابة، و بالتالي تكون القصيدة أسهل فهما و تصورا، و حتى حفظا، فكلنا نحفظ من الشعر الكثير و خصوصا الحديث.
20- لكل كاتب مدرسة ينتمي إليها، ولكل واحد منهم نمط يحتذي به، كيف تَرى مدرستكِ الأدبية؟ من الكتاب تحذو حذوهم؟ وكيف أثَّروا بكِ؟
أنا لست تلميذة، يمكنك القول بأنني بربرية في الكتابة، لا مدرسة محددة لي، أو أني انتمي لجميع المدارس، و كل كتاب قرأته أثر بي جدا لدرجة كنت أعيش القصة مع أبطاله، لكني أكتب بأسلوبي الخاص دون أن أحذو حذو أحد.
21- هل للبُعد العاطفي لـ ميديا تأثيره في مجال أدبها وكتاباتها؟
طبعا و بدون شك، فأنا أنسان متكامل و لست مجزأة و عندما أكتب فأن ميديا كلها تكتب.
22- برأيكِ هل وصل الوعي الثقافي لدى الكتاب و الشعراء الكرد إلى مستواه المطلوب ؟
ليس لدى الجميع، لكن لدينا أقلام بارزة مثلا سليم بركات، على المستوى العالمي، و أنا متفائلة بأننا سنشهد كتاب أكراد كثيرين يضرب بهم المثل.
23- ماذا تتمنين في هذا الحياة ؟
صفحاتك لا تكفي لأمنياتي، و في كل ما أكتبه هناك جزء من الأماني إلى جانب الذكريات.
24- ورقة ذكرى أخيرة لكِ ؟
المجتمع زاخر بمواضيع يستوجب علينا معالجتها، فليكن واقعنا نقطة البداية للكتابات المتكاثرة في أوساطنا، لا التشويه و النقد الهدام.
حاورها ألند إسماعيل ؟
ميديا كدو كاتبة كردية من نوع خاص تجتاز الكلمة بحرية و بكل شفافية وإتقان ، تطير مع سرب العمالقة وهي في مقتبل العمر ، تقتات الحياة بكل معانيها ، تخالط الفقير تتقاسم همومه والثري أجمل أوقاته و الأطفال في صياغة التفاؤل ، خيالها واسع لرسم كلماتها في أجمل لوحة زيزفونية ، تقدس ذكريات قامشلو وهي في حضن الجبال وعلى ضفاف دجلة ، كتاباتها دائما تحتضن الحقيقة والواقعية ، فهي مدركة بان الفكر لا يصل إلى قمة تطوره إلا إذا انطلق من الواقع الذي يعيشه الكاتب وإعادة تفككه وتأسيسه على أسس بناءة و ديمقراطية بعيدا عن الإرضاء و المهاترات كي تكون الأدب والثقافة في ذروة ازدهارهما لوثاقهما بعجلة التقدم للبلوغ بهما إلى الثقافات الأخرى المتحررة و الحائزة على أعلى المراتب ، لنعرف أكثر عن هذه الكاتبة الشابة فقد أجرينا هذا الحوار :
1- بادرة تعريفية من الكاتبة الكردية ميديا كدو ؟
ميديا شلال كدو من مواليد القامشلي سنة 1985، مقيمة في مدينة السليمانية_ كردستان العراق، مهندسة زراعية متخرجة سنة (2007_2008) جامعة السليمانية _ قسم علوم التربة والمياه.
2- كيف انتقلتِ من مهنة الهندسة الزراعية إلى كاتبة ؟ أليس هناك تأثير على رؤيتكِ الكتابية؟
أنا لم أنتقل، أنا كنت دوما أكتب منذ كنت طالبة مدرسية لكنني و بسبب ظروفي الدراسية لم
أستطع الأستمرار في مرحلة الجامعة و قد نشرت خواطر شعرية و قصص قصيرة في جريدة الحزب الأشتراكي الكردي في سوريا سابقا منذ حوالي عشرة أعوام و لا أزال أحتفظ بالكثير من كتاباتي و سأنشرها في وقت ما.
كلما كبرت تتسع رؤيتي للحياة لأنني أنظر إليها بنظرتي الخاصة. و بالتأكيد ميديا اليوم تختلف عن ميديا البارحة و لو بنسبة ضئيلة.
3- كيف تبلور أبداعكِ ؟ ومتى كان ذلك ؟
أنا لست مبدعة، أنا فقط اكتب ما أحسه و ما تأمرني به هواياتي الكتابية، كألهام لا أستطيع ألا أن أستجيب له. و أظن أن الطريق بيني و بين الأبداع لا يزال طويلا.
4- كثير من كتاباتكِ تكتظ على الاغتراب والقلق والاستياء من الوضع الذي يعيشه الإنسان الكردي الذي لا يملك إلا ذاته. إلا أن الرؤيا الكتابية أو الشعرية تأتي في نهايتها فاترة غير ملخصة لكل هذه المعاناة، وغير معبرة بوضوح عن هذا القلق والاغتراب. كيف تردين على هذا؟
قلت لك بأني اكتب ما أحسه ، أنا لا أقوم بدراسة شاملة للموضوع أو القضية التي أطرحها لأجد لها الحلول ، إنما ألقي الضوء على جانب من قضية صادفتني و ( تعثرت بها)، و بطريقتي الخاصة، و أترك للجمهور و للمجتمع أو لمن يقرأ مقالتي التفكير بالحل. و أظن بأن الأستياء الذي تتحدث عنه هو نابع من واقعنا و لم آت بشيء من (جيبي) كما يقولون.
5- للأهل و المحيطين بالشاعر أو الكاتب دور كبير في حياته، تُرى كيف كان دور عائلتكِ في حياتكِ الأدبية و الثقافية؟
أنا أكتب في مقالتي جزء من حياتي أو مواقف منها و في أحداها تحدثت عن محيطي العائلي الذي يعج بالأوراق و الكتب، حقيقة أني تربيت بين كتب أبي و مقالاته و له الدور الأهم في جعلي أنخرط في القراءة و أنا لا أزال صغيرة حتى صارت المطالعة أكثر ما يستهويني.
6- الشعراء الكرد الذين يكتبون باللغة العربية يستخفون بالشعراء الذين يكتبون بلغتهم الأم الكردية وخاصة رمز الشعر الكردي (جكرخوين) ....الخ . فما تعليقكِ ؟
بالتأكيد لست ممن يستخفون بأصلهم، أنا أعتز بكرديتي و بكل كردي، و خصوصا بشاعرنا الكبير (جكرخوين)، و كجزء من ذاكرتي كما هي كل المرات، كان جكرخوين حاضرا في طفولتي و صباي عندما كان يقرأ عمي المرحوم نواف كدو قصائده الغنائية في سهراتنا العائلية، فيطربنا بكلماته الكردية السلسة وأسلوبه البديع.
أنا أتمنى أن أكتب يوما بالكردية، و لي بين أماني أمنية بأن أترجم ما كتبته للكردية ( كرمانجي أو سوراني).
7- هل الجيل الجديد من الكتاب و الشعراء يكتبون من الصورة الحقيقية لداخلهم أو لإرضاء العواطف وحسب الأهواء وبروزة أسماؤهم على صفحات الانترنيت ؟
لا أستطيع أن أعطيك جواب قطعي على هذا السؤال، الكتابة مثلها مثل أي شيء فيها كل أصناف البشر الذين نراهم في حياتنا العادية و لكل واحد رسالته الخاصة لكن ما ألاحظه بأنه توجد في صفحاتنا الكثير من المقالات التي تؤدي دورا جيدا، على الأقل بالنسبة لي كشابة.
8- قامشلو وردة ربيع ودمعة آذار وحريق صيف . فماذا يعني لكِ هذا ؟
قامشلو هي مدينتي التي كبرت فيها و شاغبت في مدارسها و لعبت مع أطفالها الأشقياء بالوحل و الطين، تشبه أمي بكل شيْ، و مهما أبتعدت أو أنشغلت لي عودة إليها لأزيل عني تعب الحياة.. قامشلو بالنسبة لي أغنية كبرت عليها و مهما غنيت غيرها تبقى هي الأصل.
9- كيف تصفي صلتكِ بالقراء و المثقفين ؟
متقطعة، أنا منشغلة بالعمل طوال اليوم و الوقت المتبقي لا يكفيني لأكون على أطلاع يومي بمجريات الصحافة و أعمال المثقفين، لكني أجد دوما وقتا لأشبع نهمي الدائم للقراءة حتى و أن كنت على الطريق.
10- (يبدو إنهم، جماعة اللامبالاة ليسوا الوحيدين في إفساد نشوة صباحي المتخم بالأمل، فأنا وبينما كنت أتسكع في أروقة ذاكرتي النشطة، لأننا لا نملك سوى خيالات وذاكرات) هذا النص من مقالتكِ نصب وحب . من هم الغير مباليين الذين يفسدون نشوة صباحكِ . وضحي لنا هذا المقطع ؟
أظن أن القصد واضح سيد ألند، أقصد الشباب الفاسدين دلالا الذين كانوا يزعجونني بصوت عجلات سياراتهم، هم جماعة اللامبالاة الذين يقضون إجازاتهم في اجمل بقاع الارض....
القصد جدا صريح .. هؤلاء الممتلئين مالا و طعاما...!!!
هم جماعة اللامبالاة
11- هل على الكاتب أو الشاعر أن يختلط بالجمهور ؟
الأختلاط يعطيك مواضيع دائمية لتنبش فيها، لكن لا يوجد إجبار في الأمر، فالكتابة هي فعلة الحرية، و بدون ألتزام.
12- كيف نحكم على مقالة أو رواية أو قصيدة أنها فنية أم مجرد مباشرة، خطابية؟
بالقضية التي يتناولها الكاتب أولا و بأسلوبه الأدبي و مفرداته اللغوية و مدى تأثيره على القارىء.
13- هنالك مفاهيم يدركها البعض بكينونتها الواقعية، أما الكاتب أو الشاعر فله آراء أخرى بها، ماذا تعني لكِ تلك الكلمات: الحب، المرأة، الوطن، الشعب وخاصة الكردي؟
الحب: هو ما يعيش عليه الأنسان، و يقضي غالبيتنا حياتنا يبحث عنه و نكبر عليه و بدونه تصبح حياتنا جافة خاوية، أنه مطر الحياة الذي بدونه لا يأتي ربيع السعادة.
المرأة: نصف المجتمع و نصف الرجل، و بداية الحياة، و مصدر الحب.
الوطن: هو قامشلو، وطني الصغير، و حضن الأم الكبير الذي فيه تهدأ أرواحنا، هو تاريخي الأنساني الذي بدونه لا هوية لي.
الشعب: الناس الذين نعايشهم، و مهما فعلوا بنا تظل قلوبنا تنبض حبا لهم، لأنهم و كما قلت شعبنا الكردي الذي صارت المعاناة شمس كل صباحاته، فترانا دوما نتنفس حبه.
14- ما الفرق يا آنسة ميديا بين الكاتب السياسي الملتزم بالقضية، و الكاتب الكوني الملتزم بقضايا الإنسانية؟
أنا افضل الثاني، لأن السياسة في الأصل جاءت لتخدم الإنسانية، بعيدا عن هذه الطرق الملتوية التي تبتدعها سياسات هذه الأيام، التي صارت غالبيتها لا تخدم الإنسانية بل تخدم مجموعة
أو تكتل، فصارت السياسات و كتابها متجهين حسب المصالح السياسية، أما الكاتب الملتزم بقضايا الإنسانية له رسالته الواضحة الصريحة، التي يصعب تلويتها.
15- هل أنتي مقربة من الساحة السياسية وما رأيكِ بالأحزاب الكردية في سوريا على كثرتهم ؟
أنا أعيش في وسط عائلي حزبي و لي وجهة نظري الخاصة بالأحزاب الكوردية السورية لكني لا أنتمي إلى أي حزب، بل أكتفي بكوني كوردية دون توابع، ولا أريد أن ادلي بأي رأي عن أي حزب كيلا يعتبر الأمر شهادة ذم أو مدح، لكني أحترم الجميع و دون استثناء و لي آراء ربما لم يأت الوقت بعد للأفصاح عنها.
16- الآلام يدمر الفن. إذا انتهت أو حُلت القضية الكردية ، هل يعني هذا انتهاء أدب الوطنية؟
بالطبع لا، الأحساس الوطني كأي أحساس آخر لا ينتهي و هو غير موقوت مع الألم،
17- هل تخشي النقاد وما هو موقفك منهم ؟
بالتأكيد هناك كلام يذاع في الصحافة ويقال عنه بأنه نقد و هو في الحقيقة ليس سوى حرب يعلنها المتحدث على المنكوب الذي يقول بأنه ينقده ، أنا لا أخاف النقد الحقيقي، لكني أخاف تلك الفئة التي تتسلى بذم الآخرين وتشويه صورهم.
18-هل استطاع النقد انجاز مهمته في توطيد الارتباط بين (الكاتب أو الشاعر) والجمهور و بمن تأثرت من الأصوات الشعرية الكردية؟ والعربية؟
بالتأكيد النقد هو دفعة للأمام، إذا كان نقدا يهدف للبناء، و به تصل الكتابات إلى مستوى من مستويات الكمال.
أنا أحب الشعر لكني لا أكثر من قراءته لأني أفضل أن أعيش الواقع على الخيال، لكني أحب الشعر كثيرا و أتأثر بكل القصائد، حتى تلك التي يلقيها شاعر مبتدىء في إحدى الأمسيات الشعرية التي لا يتعدى عدد زوارها العشرات، أكون أنا من بينهم إذا سمحت لي ظروفي، و أتأثر به لحد البكاء أحيانا. لا أريد أن أذكر أسماء لأني لست مختصة في مجال الشعر.
19- ما رأيكِ في الشعر الحديث؟
أظن بأن الشعر الحديث يعطي الشاعر مجالا أكبر ليمارس فيه حريته في التعبير و الكتابة، و بالتالي تكون القصيدة أسهل فهما و تصورا، و حتى حفظا، فكلنا نحفظ من الشعر الكثير و خصوصا الحديث.
20- لكل كاتب مدرسة ينتمي إليها، ولكل واحد منهم نمط يحتذي به، كيف تَرى مدرستكِ الأدبية؟ من الكتاب تحذو حذوهم؟ وكيف أثَّروا بكِ؟
أنا لست تلميذة، يمكنك القول بأنني بربرية في الكتابة، لا مدرسة محددة لي، أو أني انتمي لجميع المدارس، و كل كتاب قرأته أثر بي جدا لدرجة كنت أعيش القصة مع أبطاله، لكني أكتب بأسلوبي الخاص دون أن أحذو حذو أحد.
21- هل للبُعد العاطفي لـ ميديا تأثيره في مجال أدبها وكتاباتها؟
طبعا و بدون شك، فأنا أنسان متكامل و لست مجزأة و عندما أكتب فأن ميديا كلها تكتب.
22- برأيكِ هل وصل الوعي الثقافي لدى الكتاب و الشعراء الكرد إلى مستواه المطلوب ؟
ليس لدى الجميع، لكن لدينا أقلام بارزة مثلا سليم بركات، على المستوى العالمي، و أنا متفائلة بأننا سنشهد كتاب أكراد كثيرين يضرب بهم المثل.
23- ماذا تتمنين في هذا الحياة ؟
صفحاتك لا تكفي لأمنياتي، و في كل ما أكتبه هناك جزء من الأماني إلى جانب الذكريات.
24- ورقة ذكرى أخيرة لكِ ؟
المجتمع زاخر بمواضيع يستوجب علينا معالجتها، فليكن واقعنا نقطة البداية للكتابات المتكاثرة في أوساطنا، لا التشويه و النقد الهدام.